أناااااااااااشيد الميلاد

لا يعرف أحد يا رب بماذا يدعو أمك!
أعذراء ؟ وهي قد ولدت!
أعروس ؟ ولم يعرفها رجل!
فان تجاوز سرها الادراك
فمن يتجرء ان يفهم سرك!

هي وحدها أمك
لكنها أيضا أختك يا رب مع سائر الموءمنين
وهي ايضا امك واختك وكذلك عروستك
مع سائر العذارى!
انت جمال أمك وها قد زينتها بكل الأوصاف!

كانت بحسب الطبيعة مخطوبة قبل مجيئك
ثم حبلت بك على نحو يفوق الطبيعة عند مجيئك ايها القدوس
وعذراء بقيت عند ولادتك على حال فائقة القداسة

كل ما تكابده المتزوجات اجتازته بك مريم
فحملتك دون لقاء وثديها ملآن باللبن
خلافا لسير الطبيعة
كانت هي الأرض الجدباء
وأنت جعلت منها فجأة
ينبوع لبن لا ينضب!

هونت عليها ثقلك فتسنى لها حملك
غذتك حين جعت وأرضعتك حين عطشت
وأنت الجمرة الملتهبة بالرحمة
صنت صدرها كلما هدهدتك فيه

أعجوبة حقة هي والدتك
دخل السيداليها وبات عبدا
الذي هو الكلمة دخل فيها وغدا صامتا
عندها دخل الرعد وفيها خفت
راعي الجميع دخل اليها وفيها غدا حملا
ومنها خرج ثاغيا!

رحم أمك يا رب قد غير الأدوار كلها
فضابط الكل دخل بكامل غناه وخرج فقيرا
العلي دخل اليها وخرج حليما
فائق الجمال دخلها وخرج ملتحفا بالأسمال
الجبار دخل وتقمط من رحمها بالوجل
مغذي الكل دخل وبالجوع شعر
ساقي الكل دخل والعطش اختبر
خرج عريانا ومتجردا ذاك الذي يكسي الكل!

المجد لك يا رب الكل
فانت الميسر لكل شيء!


بماذا ادعوك ايها الغريب عنا والذي صرت واحداً من
اادعوك ابنا ام اخا ام عريسا ام رباً
فانت الذي حبلت بامك بولادة جديدة
من جوف المياه

أنا اختك من بيت داوود الذي هو أبينا
ولكني ايضا امك بفضل ولادت
وانا عروستك بالدم والماء
اذ انت الذي اقتنيتني وعمدتني سرا

ابن العظيم دخل ليسكن في فصرت أمه
ثم بولادة ثانية ولدني هو ايضاً:
هو الذي اخذ عن أمه جسداً
وانا التي لبسته مجداً